اهلاً وسهلاً


هل اهلالك اهلاً وسهلاً
يسرني متابعتك وابداء رايك في هذه التدوبنة المتواضعة




25 فبراير 2012

أحوال حايلة .





هذه الملحمة (( احوال حايله )) من التراث الليبي الأصيل تسمى (( بملحمة الأحوال )) :- 

شخصيات القصيدة:- 
1- الشيخ محمد زيدان 
2- الشيخ الفضيل المهشهش 
3- الشاعر بو رويلة المعداني 
4- الشيخ عمر بوعوينة 
5- الشاعر حسين الحلافي 

المجاهد الفضيل المهشهش ...إن مسيرة جهاد الأجداد كانت حافلة بالابتلاءات، ولعل ما أصاب الشيخ المجاهد الشاعر الفضيل المهشهش كان أشنع ما وصلني عن أولئك المظلومين. والشيخ الفضيل يعتبر أحد عُمد الجهاد وأركانه، كان من بين شيوخ البدو المتفق على رجاحة عقولهم ومن القلائل الذين حفظوا الكتاب عن ظهر قلب، وجاهد في سبيل الله حق الجهاد. فقد صرف من ماله الخاص على الدور الذي انتصر في معركة بئر بلال (تعرف عند العامة بواقعة الكراهب) عدة أيام، وقاتل قتال الأبطال بدمه وماله، وبعد أن أنفق كل شيء كان في حوزته في سبيل الواجب المقدس مَال عليه الدهر، فقد سقط والده الطاعن في السن برصاصة طائشة غادرة خرجت منه عن طريق الخطأ لتستقر في جوف ذاك العجوز المسكين وتنهي حياته وتبدأ حياة البؤس والندم والبلاء للشيخ الفضيل. ولم يستطع شيخنا أن يتحمل فقدان الوالد والمال والوطن فلجأ إلى مصر، وترك برقة ليستقر به المقام في صعيد مصر وقد أثقلته الهموم حتى إنه سمع بتلك الملحمة الشعرية التي ابتدأها مبتلى آخر وهو الشيخ محمد زيدان يحكي فيها عن مأساة أجدادنا، فأطلق صرخته التي أصبحت من عيون الشعر فقال: 


  
يقول الشيخ (محمد بن زيدان) 


احوال حايله بين المنام وطيبه .. احوال جبدهن للناس فيه الغيبــــه 
احــــوال عجايــــب .. منهن سقيم العقل فكره غايـــــب 
ومنهن رضيع الثدي راسه شايب .. احوال حالهن ما قدرتشى نشكي بيه 
ان شاكيت ما تلقى حذاك حبايـب .. مفيت الشوامت بالخلاف تجيبـــه 
احوال هــــــــوايــل .. احوال حايله بين القدم والجَّايــــل 
احوال سرزهن تحت الشريحه مايل .. احوال بدهن ما عاد فيه نشيبـــه 
طاحن رواويق اللجام دقايـــل .. اندق بالحلق عدي بعيد الصيبــــه 
وطاح الكتاب بدين عصيه نصايـل .. وتفرتك كباس الجلد والتعصيـــه 
احوال خلفن للعاقلين علايـــل .. مرض في الجواجي كادهم تطبيبــه 
مفيت ما الله بيده يدير دلايــــل .. واللى عند ربي فرض ميش صعيبه 


ثم رد الشيخ (الفضيل المهشهش):- 


احوال يبكن .. احوال ع اليمين وع اليسار يتَكَّن 
احوال خلّفن عقْدات ما ينفكن .. باب النجا منهن الله يجيبه 
احوال على المصالح بالفساد تفكَّن .. تفْكاي الطّليب منين دال طليبه 
*** 
احوال تشيب .. احوال حايله دون المنام الطيب 
احوال جبدهن للناس فيه تريب .. احوال ما اتفرزهن منين صيبه 
ان كان هو جفاك اللي حذالك قريب .. وهو حبيب يا صاحب لمن تشكي به 
*** 
احوال حَسوفه .. ما ينتسن لا عند قطْر الصّوفه 
من خاشْ خوك يبقى لك حسودي نوفه .. حلال الجّلا منَّه بعيد تْسيبه 
لا الوذْن تسمع لا العين تشوفه .. خير من مْقاقاتك وجبد سريبه 
*** 
احوال تفارج .. احوال عفْنْهن ع الزَّيْن توا دراج 
احوال خلّفن حتى الحمار يهارج .. في هَيْلعا من خاف من تنييبه 
*** 
ما خاف من تهْريمه .. ولا خاف م الهيْلع يقلّ القيمه 
لا سْبدّْ م الدنيا لها تبْريمه .. ينزل اللى راقي بغير دريبه 
** 
احوال وحالي .. احوال كيدهن ع اللى مقامه عالي 
الجّارح اللي فيه السّْيور مدالي .. لا يقرب الحوزه ولاتمشي به 
*** 
احوال جن في ساعه .. احوال يقلبن كي قلْبْه الزَّعْزاعة 
احوال ركّبن في وطنْنا بوزاعه .. احوال ودّرنّا كل حد في صيبه 
** * 
احوال مشومه .. احوال ما معاهنشي هني في نومه 
احوال حاطات الصقر تحت البومه .. حتى ان فك منها تلحقه وتْجيبه 
*** 
تلحقه وتطقَّه .. عليه طايبه ترميه وين تحقَّه 
ان كان راجعت عطبك عليها نقَّة .. الصقر بوجرس يقدع علي تنسيبه 
*** 
احوال يجدن .. احوال كيف عقدات الجّراد يمدَّن 
احوال يخطرن باشغال ما ينعدن .. حايْزات من دون الحبيب حبيبه 
احوال خمّمن جابن بعيد وردَّن .. على وطن يا ناري اليوم ذهيبه 
حايز بلاداته عدو انسدن .. وكم نفس شرقانه معاه تعيبه 
خلى دموعها فوق الخدود يهدن .. وكل وقت عاطيها ستاك هزيبه . 


فسمع الشيخ (عمر بوعوينه المنفي) ما قاله الشيخ الفضيل فحز ذلك في نفسه، فبعث له هذه الأبيات مواسياً فقال: 


أحوال من شبكهن *** أمغير أطلبه ساهل عليه فككهن 
أن كان هن ذنوب برحمته يتركهن *** وان كان رزق مو واعر عليه يجيبه 
وان كان من جناب الحكم بابك سكن *** حب الرياسة ع العباد مصيبة 
الأيام ديما يا فتي ينعكن *** زال حكم لستانه وهان سريبه 
تد لك النفس مع مسارب تكن *** تحسبهن سماح وهن ظلام وريبه 
ما في الكتب رينا أحوال يبككن *** مفيت ما صهيد النار وتلهليبه 
أذكر كريم الجود لا تتلكن *** وأترك غرار الدهر لا تدوي به 
وبدر بتوبة قبل ما ينصكن أبواب الفرج للي يتوب قريبه.... 



ثم رد الشاعر (حسين الحلافي) 

احــــوال يكـَـــــدَّن .. احوال بالغَرايب كل يوم يجدَّن 
احوال كل باب وكل فَجْوة سَدَّن .. مفيت ما يحنَّ الله عالم غَيْبة 
لَرَانب يدَيْهن للجَّوارح مَــــــدَّن .. وجا السَّبع للقَطًّوس يسْتذْرِي بَه 
عَلَيْه الثعالـــــب صايْلات تعَدَّن .. بْقِي بينهن مَذْلول ماله هَيْبه 
وكـــانَنْ ان تَاوَق من بعيد يردَّن .. مغير زَوْمْتَه ترْبِي عليه الرِّبيه 
احـــوال يعلَّــــــن .. احوال واحْلات ، احوال ما ينْحَلَّن 
اللي يقول فاتَنِّي عليه يــــوَلَّن .. يجدَّن عليه بْشَيّْ مو داري بَه 
يجدن عليه بشي مــــو في باله .. ولا كان في ظنَّه انَّه يَلْفَي له 
لَيَّام ع الْبْنادم يْبرمَنْ بالدَّاله .. ما هْناك يوم ولا وراه طلِيبه 
ما هناك يوم ولا وراه طرِيده .. تْجِيبه بالشّقا ليله هْموم نكيده 
وتجيه بالهَنا ليله افراح سعيده .. الليل والنهار يجَنْ بكل عَجيبه 
الليل والنهار يجَنْ بكل أَوامــر .. يخلَّن اللي مرتاح ديما سامر 
وكم هدّمَن من بيت باهي عامر .. مْبات الجّْلاوي كي الليل يجيبه 
مبات الجلاوي وين عاز مْباته .. وضاقن عْيونه والطريق رماته 
يلاقُّوه يجَّارَوا الكل وَشْناتـــه .. مْلاقاةْ صاحب جا بعَدْ تغْييبه 
اجواد كيف مَولي البيت كي مولاته .. كيف الضّنا في الجُّود كي العَزِيبه 
يبقوا كلهم حضّار في نَدْهاته .. وهو تْقول منهم ما تْطقَّه غِيبه 
راحوا ، وراح البيت وفْراشاته .. وراحوا فراسِينه ، وراح سبيبه 
ما يلتقن تَوّا الا ناياتــــــه .. وجرّةَ نضادِيَّه ، ومَبْروك نِيبه 
احــــوال اشْقَنّـــــا .. بْلِيقه جدِيده كل يوم يجَنَّا 
احوال حوّلَنْ لَسْلام نَيْن غَبَنَّه .. بعَد صوْلته ماعَدْ عَدُو يدْوِي به 
اللي كان فيما فات واخذ طَنَّه .. حَكَم لنْدلس واوطان مِيشْ قريبه 
في قرْطبه واشْبيليا طاعَنَّه .. وياما رفَعْ فيهن الصّوت خطيبه 
وياما حكَمْ فيهن بْنَصّْ السّنه .. وكل من يخالفها السيف نصيبه 
وياما ماكاتِيب الخَليفه جنَّه .. وياما قرَوْهن يرجْفُوا م الهَيْبه 
وياما كسَرْ من جيش كان مْعَنَّى .. وسَيَّب بْـــلاداته جـلا بالخَيْبه 
ما هْناك شِى مطرح ولاخشَّنَّه .. جْيوشه اللي كانَنْ شْوَيْ في طَيْبه 
نين الحَكايم كلهن هابَنّه .. فْرانسا ودولة طاليا الغَضِيبه 
في وطنهن تمَّن كرايس منَّه .. محــــا دِينْهن واطَي مقام صلِيبه 
يشِيلن عَقَاب الليل ما يَرْجَنَّه .. كيف يَعْلمَنْ جَيْشه نزَلْ في الصِيبه 
واللي يريدْها حالاً بْها ياتَنّه .. كيف تصـْــــلْهن منَّه مغير كتِيبه 
خَطَّرها احوال الوقت كيف فْطنَّا .. لْقِينا لْهن بَرْمات وتْشقّلِيبه 
اوقات يبْرمَن لَحوال ويوَاَلنَّا .. واوقات للبْنادم عندهن تغْضيبه 
واوقات يعْكسَن واوقات يَبْقن لنَّا .. وديما لهن ضحْكَه بعَدْ تكْلِيبه 
كَنَيِّب يَبْرَمَنْ ليام ويواتَنَّا .. نمْشُوا لوطنْنا رحمةْ الله قريبه 
بْجَيش ينْطرح سوْقات فوق حْصنّه .. لا يزيدْ لا ينْقصْ الفَيْن كتِيبه 
اللى هذا شوق الحَرْب لهْ يدّنَّي .. حْلاَطه جديد ودْقرْتَه امّ حْرَيْبه 
جميع الذّخايركل وَانْ يجَبنَّه .. ما يعُوزحتي سلك من تُوظِيبه 
نْعَدّوا مْعاهم ما نفَر يسْتَنَّي .. معاجيل سدَّيْنا من التغريبه 
اللي يموت ماو نادم يجي للجَّنه .. الموت سَهْم طايش كل حىّ يصيبه 
واللى يعيش في وطْنَه هَذَاك تهَنَّي .. يعيش حرّ ويحّيدْ دارهْ قلَيْبَه 
وآخر كلامي هذا ما نْتمَنَّي .. وربي كريم ما عَليه صعِيبه 


ثم رد الشاعر (بو رويلة المعداني) 


احوال حايله دون المنام وراحه .. احوال جبْدها للرِّيق فيه كلاحــــه 
كيف منو وارد بِيرْ تاوْ نزاحــه .. وكيف منو واحِي في التّْراب طليبه 
كيف من اصَّدَّر قو خابْ سْلاحه .. تاو النّدَرْ بتْصير له تكذيبـــــه 
*** 
احوال حايله دون المنام ونومه .. احوال جبدها للناس فيه حرومـــه 
كم خصّْ خالى كان علَّوا كومـه .. وكم قصر خلَّاه الزمان زريبــه 
وكم عبد نازل في منازل غُومه .. وكم بَىّْ في حالةْ صغا وهَزيبــــــه  .

ليست هناك تعليقات: